الإعلان على الإنترنت ... مرحلة نمو سريع لاتخلو من الصعوبات

رغم النمو السريع للإعلانات على الإنترنت خلال السنوات الماضية إلا أنه لازالت هناك عدد من الصعوبات التي تواجه شركات الإعلان وعملاءها بالإضافة إلى الباحثين في هذا المجال ، ومن ذلك أن البيانات حول التسويق والإعلان على الشبكة لازالت مفرقة وغير متناسقة وفي بعض الأحوال يصعب الإعتماد عليها ، كما أن هناك معلومات أساسيه لازالت غير متوفرة أو يصعب الوصول إليها 0 على سبيل المثال سؤال مثل : ماهو مقدار الوقت الذي يقبل المستخدم الإنتظار فيه لتحميل (download) صفحة معينه ؟ هذا بإفتراض أن الوقت المسموح به ( timeout ) لم ينته 0 عند البحث عن معلومات أو دراسات حول هذا الموضوع الهام على الإنترنت فإننا قد لانجد الإجابة، حيث قامت مؤسسة M&M Euorpe بعمل دراسة حول هذا الموضوع في يونيو 2000 بعد إن لم تجد أي معلومات كافية بخصوصه على الإنترنت 0
وخلصت تلك الدراسة إلى أن درجة صبر المستخدم تتوقف على عدة عوامل منها أهمية الموقع الذي يتم تصفحه، وهل عملية التصفح تتم في المنزل أو العمل بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الجنس والعمر 0 الدراسة ذكرت أيضاً أن 80% من مستخدمي الإنترنت في مكاتبهم يقومون بترك ذلك الموقع بعد 20 ثانية من الإنتظار ، في حين يقوم 40% بترك الموقع بعد تلك الفترة 0
من ناحية أخرى يرى Phil Dwyer مدير عام Communications Jupiter في أوروبا أن أساليب قياس عدد المستخدمين على الشبكة لازالت تنقصها الدقة ويصعب الإعتماد عليها وبالتالي فإن المعلنين سوف لن يكونوا راضين عن الوسائل التي يمكنهم بها إحتساب نتائج إنفاقهم الإعلاني 0 ويضيف Dwyer بأن الإنترنت لم ترقى بعد الى ماذكره المؤيدين لها قبل عدة سنوات بأنها ستكون الحل لجمع مشاكل الاعلان الموجه (0 targetting Ads) 0
الإنفاق الإعلاني على الإنترنت لازال يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي حجم الإنفاق إذ انه لم يتجاوز خلال عام
1999 نسبة 2.1% ( أنظر الشكل رقم 8.7 ) 0

شكل 8.7

شكل 8.7 : حجم الإنفاق الإعلاني على وسائل الإعلام المختلفة 0 يلاحظ أن الإعلان على الإنترنت لازال صغيراً مقارنة بباقي الوسائل 0
غير أن David McMurtrie مدير التسويق في شركة Real Media المتخصصة في الإعلان على الإنترنت يرى أن ذلك الرقم لايشتمل على إعلانات شركات التجارة الإلكترونية مثل Amazon.com والتي فيما لو تمت إضافتها فإن رقم الإنفاق الإعلاني على الإنترنت سيرتفع كثيراً 0 ومع ذلك فإن بعض وكالات الإعلان لازالت غير متفائلة بأن نصيب الإنترنت من إجمالي الإنفاق الإعلاني سيصل خلال فترة زمنية قصيرة إلى نصيب الراديو أو التلفزيون مثلا ، وهم يرون أن الإعلانات التقليدية تمتاز بقدرتها على التطفل ) (Intrusiveness ومن ثم إيصال الرسالة الإعلانية بفاعلية أكبر ، في حين أن مستخدم الإنترنت يكون في وضع سلبي (Passive ) فهو يكون مستغرق في عمله أو في حالة تصفح أو بحث عن معلومة ، ومن ثم فان إحتمالات إهماله للإعلان تكون كبيرة 0
وبرغم هذه التوقعات غير المتفائلة إلا أن الإحتمال الأكبر هو في أن يستمر النمو السريع للإعلانات على الشبكة خلال المرحلة القادمة ، وما سيساعد على ذلك أن وسائل الدخول على الإنترنت في تزايد حيث لم يعد الكمبيوتر الشخصي هو الوسيلة الوحيدة لذلك بل أصبح من الممكن تصفح الشبكة بواسطة الهاتف الجوال أو التلفزيون أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة على الكف ( hand –held PCs ) وغيرها 0
شركة Price water house coopers توقعت في تقرير لها أن ينخفض نمو الإنفاق الإعلاني على الإنترنت خلال عام 2001 و 2002 بشكل ملحوظ ثم يعاود الإرتفاع عام 2003 إلى نهاية فترة الدراسة التي تمتد إلى نهاية عام 2005 0 هذا الإرتفاع تعزوه الدراسة إلى التطور في وسائل التدفق ( Streaming media ) وغيرها من التكنلوجيا ذات العلاقه ، بالإضافة إلى زيادة إهتمام الشركات بإعتبارات مثل إدارة العملاء (Costomer Management ) وإستهداف العملاء ( Customer targeting )
أما عن أسباب توقعات الإنخفاض خلال عامي 2001 و 2002 وفقاً لما أورده التقرير فهو المشاكل الماليه التي تعرضت لها شركات الإنترنت إضافة إلى إستمرار عدم الرضا عن فاعلية إعلانات الرايه 0 كما يرى التقرير أن أحد المشاكل التي غابت عن إنتباه العاملين في صناعة إعلانات الإنترنت تتعلق بالتواجد الفعلي لموظفي التسويق والمبيعات ( Physical presence ) ، هذه المشكلة كان ينظر إليها في السابق على أنها ميزة لشركات الإنترنت نظراً لأنها تعني إنخفاض مصاريف التخزين ومتطلبات التواجد الفعلي للموظفين ، غير أن هذا التواجد أثبت أهميته وفاعليته لكسب رضا العملاء كما أنه بحد ذاته يعتبر وسيلة هامه للتسويق والتعريف بالشركة ومنتجاتها.

» أين بدأ الإعلان على الإنترنت
» الإعلان في الراديو الرقمي
» أشكال الإعلان على الأنترنت
» الإعلان على مجموعات الأخبار
» نماذج الدفع مقابل الإعلانات على الإنترنت