الإعلام أم الإتصال ؟

موضوع: الإعلام أم الإتصال ؟ 27/9/2010, 15:06

يرى Littlejohn ا (1991) أنه من الصعب تعريف الإتصال نظراً لأن هذه الكلمة مثلها مثل أي كلمة أخرى تحمل العديد من المعاني وبالتالي فإن عملية الأخذ بتعريف واحد دون غيره هي عملية غير سليمة ولا تحقق الهدف.
Dance & Larson ا (1976 ) على سبيل المثال أوردا 126 تعريفاً مختلفاً للإتصال في كتابهما، وبالتالي فإن Littlejohn يرى أن أفضل طريقة لإزالة الغموض حول تعريف الإتصال يكون من خلال تحديد مفاهيم متميزة تفرق كل تعريف عن الأخر ، فالإتصال إذاً وفق رأيه ليس شيء واحد ولكنه عدد من المفاهيم ، فعلى سبيل المثال يمكن تعريف الإتصال بأنه عملية معالجة المعلومات الذي يهدف إلى تخفيض درجة عدم الثقة.
هذا التعريف يتضمن عدداً من المفاهيم التي أوردها Dance مثل الرمز (Symbol ) وتخفيض درجة عدم الثقة (Uncertainty reduction) والعملية( Process ) والنقل (transmission) .
شمو (1997) من ناحية أخرى يرى أن أحد الأخطاء الشائعة يكمن في تعريف الإتصال والإعلام على أنهما مترادفان وهو يرى أن هذين المفهومين لا يرمزان إلى معنى واحد ولا يحملان نفس الدلالة أو الإشارة إلى دائرة معينة ، فالإتصال هو الوعاء الأوسع والإعلام هو الشاغل الأهم لأكبر جزء في هذا الحيز الواسع ، فالإتصال هو عملية (Process ) لتبادل الأخبار والحقائق والأراء والرسائل بين الأفراد والجماعات . بينما الإعلام هو المنتج (Product) ، ومثال ذلك الأخبار (news) والبيانات (data) ومضامين ومنتجات أخرى لوسائل الإتصال الجماهيرية كالأنشطة الثقافية والصناعية . يضيف شمو أنه بالرغم من كل المحاولات الجادة للفصل بين الإتصال والإعلام كمفهومين غير متطابقين يجمع بينهما كونهما عملية ديناميكية ( Process) يتكون من ثلاث عناصر على الأقل : مصدر ورسالة ومتلقي وتستخدم في الغالب نفس الرموز التي يستعين الإنسان على إدراكها بحواسه الخمسة ويؤدي في النهاية إلى إحداث الأثر المطلوب أو المقصود والمتعمد من خلال الرسالة المصممة لغرض معين .. وبالرغم من ذلك كله فإن المهتمين والمتخصصين في هذا المجال لم يستطيعوا أن يضعوا الحد الفاصل بين المفهومين ويستخدموا كلاً في موقعه ومقتضياته وخاصة في إطار الثقافة العربية ولغتها التي قد لا يظهر
فيها بوضوح عند إستخدام اللفظين أنهما مختلفان (ص 27-28).

فريق أخر يرى أنه من غير الممكن الآن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الإتصال ، ومن المؤيدين لهذا الرأي محمد عبد الحسيب ومحمود علم الدين (1997) واللذان أوردا عدداً من التعاريف لتكنولوجيا الإتصال ومنها أنها أي أداة أو جهاز أو وسيلة تساعد على إنتاج أو توزيع أو تخزين أو إستقبال أو عرض البيانات. تعريف أخر لتكنولوجيا الإتصال هو أنها "الألات أو الأجهزة الخاصة أو الوسائل التي تساعد على إنتاج المعلومات وتوزيعها وإسترجاعها وعرضها "0 ويرى صاحب هذا التعريف أنه من الصعب ملاحظة أوجه التشابه بين التقنيات المختلفة للإتصال مثل إشارات الدخان ، الهاتف ، الألة الكاتبة ، الحاسب الإلكتروني ، إذا إستعرضناها بشكل ظاهري ، ولكن إذا تحدثنا عن هذه التقنيات من ناحية المفاهيم الأساسية للإتصال والسلوك فإن العلاقة بينهما تكون أكثر وضوحاً ، فكل هذه الأجهزة وغيرها تعد من تقنيات الإتصال إذا تمكنت من أن تزيد من طاقتنا الحسية المختلفة المتمثلة في حواس البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ويرى سعد لبيب أن تكنولوجيا الإتصال وتكنولوجيا المعلومات هي وجهان لعملة واحدة على أساس أن ثورة تكنولوجيا الإتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات. ووفقاً لمحمد عبد الحسيب ومحمود علم الدين فإن تعريف "تكنولوجيا المعلومات" ينطوي على معنى للتزاوح إذ ينص في إحدى صيغه على أنه "إقتناء وإختزان المعلومات وتجهيزها في مختلف صورها وأوعية حفظها سواءاً كانت مطبوعة أو مصورة أو مسموعة أو مرئية أو ممغنطة أو معالجة بالليزر وبثها بإستخدام توليفة من المعلومات الإلكترونية الحاسبة ، ووسائل أجهزة الإتصال عن بعد" .. وبناءاً على ذلك فإنه لم يعد ممكناً الفصل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الإتصال فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الإتصال فترابطت شبكات الإتصال مع شبكات المعلومات وهو ما نلمسه واضحاً في حياتنا اليومية من التواصل بالفاكس عبر شبكات التليفون ، وفي بعض الأحيان مروراً بشبكات أقمار الإتصال وما نتابعه على شاشات التليفزيون من معلومات تأتي من الداخل وقد تأتي من أي مكان في العالم أيضاً ، وبذلك إنتهى عهد إستقلال نظم المعلومات عن نظم الإتصال وتطور كل منهما في طريق كما كان في الماضي ودخلنا عصر جديد للمعلومات والإتصال يسمى Computer-Communication) Com-Com) ومن منظور إتصالي يمكن القول أن تكنولوجيا الإتصال هي: "مجموع التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الإتصال الجماهيري أو الشخص أو التنظيمي أو الجمعي أو الوسطي ، أو التي يتم من خلالها جمع المعلومات والبيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة أو المرئية أو المطبوعة أو الرقمية من خلال الحاسبات الإلكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات ثم إسترجاعها في الوقت المناسب ، ثم عملية نشر هذه المواد الإتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة ، أو مسموعة مرئية ، أو مطبوعة أو رقمية ، ونقلها من مكان إلى مكان أخر وتبادلها ، وقد تكون تلك التقنيات يدوية أو ألية أو إلكترونية أو كهربائية حسب مرحلة التطور التاريخي لوسائل الإتصال والمجالات التي يشملها هذا التطور (ص 19-20).

موضوع: رد: الإعلام أم الإتصال ؟ 29/11/2010, 15:18

» دورة الذكاء الإداري ومهارات الإتصال والتواصل مع ال
» دورة مهارات الإتصال بإستخدام فنون الحركة
» دورة مهارات الإتصال التحريري والكتابة في العلاقات
» دورة إدارة الإتصال الفعال والإبتكاري للسكرتارية
» تطور الإعلام الجماهيري