صوت العرب …. قراءة بالنسب وما وراء السطور

صوت العرب هوموقع غير ربحي اعجبتني فكرته جدا وفي هذه التدوينة لن اتحدث عن ماهية الموقع او فكرته – فقد سبقني الى ذلك الاخ وسيم في تدوينته صوت العرب :توقف عن السخط وشارك بافكارك …كما ان موقع عرب كرنش به تدوينة تحت عنوان موقع صوت العرب ماذا يريد العرب من قادتهم السياسيين؟- انما ساحاول ان اقدم قراءة بسيطة بالارقام والنسب عن مشاركات كل دولة من ناحية الافكار واتعرض بقليل من التحليل لاسباب طغيان بعض الافكار مقارنة باخرى او شح الافكارفي دولة ما مقارنة بباقي الدول.
بداية استخدمت جدول احصائي مركب تحت عنوان توزيع الافكار في موقع صوت العرب حسب الدول, من خلال قراءة اولية نجد ان عنوان الجدول يعكس متغيرين ,الاول مستقل يتعلق بالدول , والثاني تابع يتعلق بتصنيف الافكار في مختلف المجالات . حيث كان المجموع الكلي للافكار 133 فكرة موزعة على تسع مجالات مختلفة وذلك بتاريخ 29 جانفي 2010 تاريخ جمع البيانات من موقع صوت العرب . لكن وصل عدد الافكار في الموقع لحظة كتابة التدوينة الى 142 قكرة .
الوحدات التحليلية المستعملة في الجدول هي التكرارات والنسب المئوية,حيث لدينا 133 فكرة موزعة على تسع مجالات , و22 دولة عربية اضافة الى هيئة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في حال رغب الاعضاء في طرح افكار عليهما.
ونجد أعلى نسبة افكار من ناحية المجال في مجال التعليم بمجموع 40 فكرة بنسبة 30.07% . بينما في الدول احتلت فلسطين الصدارة بمجموع 31 فكرة بنسبة 23.30% من الافكار.
بينما كانت اقل نسبة افكار من ناحية المجال في كل من الصحة والامن بمجموع 4 افكار وبنسبة 3.00% لكل منهما. واقل نسبة افكار من ناحية الدول كانت الصفر في ست دول كاملة هي الصومال,الكويت,جزرالقمر,جيبوتي,عمان,موريطانيا.
يلاحظ ان اكبر تباين للنسب من ناحية الافكار بلغ مداه من 3% الى 30.07%, اما التباين العام من ناحية الدول فكان من 00% الى 23.30%.
من ناحية توزيع الافكار على الدول نجد ان المجال الذي حاز على اهتمام اغلب المشاركين في الموقع هو مجال التعليم حيث طرحت فيه 40 فكرة من طرف 11 دولة اضافة الى 3 افكار اخرى تم طرحها على جامعة الدول العربية. بنسبة تساوي 30.07% من مجموع الافكار الكلي ,ولعل هذا يدل على وعي وادراك الشارع العربي ان التغيير والتطوير لا ينفع ولا يكون الا بوجود اناس مثقفين وواعين تلقوا تكوينا رفيع المستوى في مختلف التخصصات … او لعله ادراك عجز المؤسسات التربوية في الدول العربية سواء على مستوى المناهج اوالاساليب , خصوصا ان اغلب الاقتراحات كانت تدور حول تحسين المناهج اوتوحيدها عربيا.
اليمن وفلسطين احتلتا الصدارة في طرح الافكار في مجال التعليم بمجموع 7 افكار لكل دولة بعدهما البحرين ب5 افكار, ثم مصر والجزائر ب4 افكار لكل منهما ,فليبيا وجامعة الدول العربية ب3 افكار لكل منهما ,بعدها تاتي الامارات والمغرب بفكرتين لكل منهما ,واخيرا تونس سوريا وقطر بفكرة لكل دولة في مجال التعليم.
ما يمكن ملاحظته من هذه الارقام ان فلسطين دوما في الريادة بمختلف المجالات, كما يلاحظ ان اليمن اولت اهتماما كبيرا لمجال التعليم حيث شكلت الافكار المطروحة من اليمن في مجال التعليم ما نسبته 53.84%من مجموع الافكار المنسوبة الى دولة اليمن .فهل مرد هذا خلل الانظمة التعليمية في اليمن ؟ ام انه اهتمام بالجانب التعليمي لاهمية هذا القطاع ؟
كذلك الامر بالنسبة للجزائر حيث ان الافكار المطروحة من الجزائر في مجال التعليم تمثل ما نسبته 40%من مجموع الافكار المطروحة تحت دولة الجزائر.وهذا اما يعكس الوعي باهمية التعليم لدى الشعب الجزائري ,اوربما يعكس كثرة المشاكل في هذا القطاع,ولربما هو يعكس الامرين معا.
ملاحظة اخرى جديرة بالذكر ان كل من تونس.وقطر لم تطرحا سوى فكرة واحدة كانت في مجال التعليم .وكذلك المغرب لم يشارك سوى بفكرتين وقد كانتا ايضا في مجال التعليم . فهل سيسمع الحكام العرب الاصوات المنادية بالاهتمام بقطاع التعليم؟
اما ثاني مجال حظي باهتمام الجمهور هومجال الاقتصاد بمجموع 24 فكرة تشكل نسبة 18.04% من الافكار, موزعة على 8 دول ,وفي الطليعة فلسطين بثماني افكار تمثل 25.80%من الافكار المطروحة من فلسطين ,حيث حظي مجال الاقتصاد باهتمام الفلسطينيين بشكل لافت, فاكثر الافكار كانت في الجانب الاقتصادي. لعل هذا راجع الى ظروف الاحتلال التي يعاني منها الشعب الفلسطيني ما جعل الاهتمام بالجانب الاقتصادي على قائمة الاولويات, خصوصا ان الاقتصاد القوي عامل من عوامل قوة الدولة بصفة عامة.
باقي الافكارفي الاقتصاد توزعت على باقي الدول توزيعا عادلا نسبيا ,حيث شاركت كل من الجزائر وسوريا ب3 افكار,والاردن ,السعودية,اليمن, و جامعة الدول العربية فكرتين لكل دولة واخيرا لبنان والسودان شاركتا بفكرة لكل منهما . وما يلفت الانتباه ان مشاركة لبنان في المجال الاقتصادي تعد 100%بالنسبة للدولة ككل حيث انها لم تشارك بطرح افكار في باقي المجالات ولعل هذا ما يعزز اهمية الاقتصاد بالنسبة للدول المحتلة مثلما اشرنا سابقا بالنسبة لفلسطين.
مجال المجتمع ايضا حظه وافر حيث مجموع الافكار فيه 21 قكرة, تشكل نسبة 15% من المجموع الكلي للافكارو موزعة على 10 دول, وفي المرتبة الاولى المملكة العربية السعوديةب5 افكار, تليها فلسطين باربع افكار ,ثم الامارات بفكرتين ,واخيرا الجزائر,اليمن,سوريا,ليبيا,مصر,وجامعة الدول العربية بفكرة لكل واحدة منهن. السعودية اعطت اهتماما للمجتمع اكثر من غيرها من الدول حيث كان اكثر المجالات التي حظيت باهتمام السعوديين بنسبة 33.33% من الافكار المطروحة تحت دولة السعودية ويحتل التعليم كذلك نفس المرتبة حيث يمثل هو الاخر نسبة 33.33% من مجموع الافكار المطروحة في السعودية ولعل هذا راجع الى طبيعة المجتمع السعودي. اما فلسطين والاردن ففي المرتبة التالية باربع افكار,بالنسبة لفلسطين فلا يخفى على احد الظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني مما جعلتها دافعا للاهتمام بجميع المجالات في سبيل تحقيق الاستقلال وما المجتمع الا واحد من المجالات الواجب الاهتمام بها لتحقيق ذلك.اما بالنسبة للاردن فنجد ان مجال المجتمع هو اهم مجال لديها حيث شكل نسبة Pمن الافكار المقترحة من الاردن فما سر اهتمام المجتمع الاردني بهذا المجال؟
اما المجال السياسي فقد احتل المرتبة الرابعة لدى المجتمع العربي بمجموع 15 فكرة, تشكل ما نسبته 18.04% من النسبة الكلية, توزعت الافكار على ثماني دول توزيعا عادلا نسبيا في مقدمتها فلسطين ب5افكار, تشكل نسبة 33.33%من الافكار السياسية, بعدها اليمن ومصر بفكرتين لكل دولة , بعدها الجزائر,الاردن,البحرين,السعودية,العراق بفكرة لكل دولة وايضا تم ادراج فكرة اخرى في المجال السياسي دون ذكر الدولة التي تنتمي اليها.
يجدر بالذكر ان العراق رغم مشاركته بفكرة واحدة في المجال السياسي الا انها تمثل 100% بالنسبة للعراق وكانت الفكرة تحت عنوان ان الاوان ياقادة العراق وهي دعوة لتوحيد الصفوف , كذلك الامر بالنسبة لفلسطين حيث ان فكرتين من اصل 5 افكار في المجال السياسي تدور حول الوحدة فواحدة كانت دعوة لتجاوز المرحلة الفصائلية والاخرى دعوة لالغاء الطائفية السياسية. مما يدل على اهتمام الشعب العراقي بالاتحاد رغم تعدد الطوائف وكذلك الامر بالنسبة للفلسطنيين. اما الفكرة التي طرحت دون ذكر الدولة فذلك يرجع لاحد سببين ,اما ان صاحب الفكرة نسي ان يذكر الدولة,او انه متعمد ذلك لحاجة في نفس يعقوب, او ربما هو الخوف من طرح افكار سياسية بحرية.
مجال التقنية نال الرتبة الخامسة لدى العرب بنسبة 8.27% وبمجموع 11 فكرة موزعة على 7 دول . حيث شاركت كل من مصر وسوريا ب3 افكار, بينما توزعت الافكار الباقية على كل من الاردن,الامارات,فلسطين,ليبيا وهيئة الامم المتحدة بمعدل فكرة لكل دولة.
بالنسبة لسوريا تعتبر التقنية من الامور المهمة حيث شكلت نسبة 30%من الافكار السورية متساوية بذلك مع الاقتصاد في درجة الاهتمام.
مجال الاعلام كان في المرتبة السادسة بنسبة ضئيلة جدا لم تتعد 6.76% و بمجموع 9 افكار فقط من المجموع الكلي -133-, موزعة على كل من السعودية بفكرتين,ثم الجزائر,اليمن,سوريا,قلسطين,ليبيا,مصر, وهيئة الامم المتحدة بمعدل فكرة لكل دولة .
فعلى الرغم من الاهمية القصوى للاعلام كسلطة رابعة خصوصا في ظل العولمة الا انه لم يحظ بالاهتمام المطلوب من المشاركين بارائهم فهل هذا راجع الى قلة وعي بدور الاعلام؟ام هو راجع الى ظهور اعلام المواطن او الاعلام الجديد؟ام ان ا لاعلام العربي كامل لاتشوبه نقائص؟ ام ان الامر يعود لكل هذه الامور مجتمعة,مع اني اميل الى ترجيح الراي الثاني فظهور الاعلام الجديد اصبح بمثابة متنفس اعلامي جديد جعل المشاركين يعزفون عن طرح افكار في مجال الاعلام خصوصا لو اخذنا بعين الاعتبار ان المشاركين بموقع صوت العرب من مستخدمي الانترنت وعلى الارجح غالبيتهم يمتلكون مدونات او يشتركون بمواقع اجتماعية.
المجال الثقافي للاسف كان في المرتبة السابعة بمجموع خمس افكار فقط ,شكلت نسبة هزيلة جدا لم تتجاوز 3.75% موزعة اربع دول بمعدل فكرة لكل من فلسطين ,ليبيا,وجامعة الدول العربية,وفكرتين لمصر.
عدم وجود كم معتبر من الافكار بالمجال الثقافي, يعكس مدى اغفال اهمية هذا المجال , ربما لان المجال الثقافي عند العرب انحصر في الفن والغناء رغم انه اوسع من هذا بكثير.ولعل هذه فرصة لنفتح اعيينا على المجال الثقافي ونعطيه ما يستحقه من اهمية.
واخيرا مجال الامن والصحة كانا في نفس المرتبة بمجموع 4 افكار لكل منهما وهو ما يعادل نسبة 3% .
بالنسبة للامن حظي بفكرتين من مصر,وفكرة من سوريا وفكرة من فلسطين.
بينما الصحة حظيت بثلاث افكار من فلسطين وفكرة واحدة من مصر وكلها تدور حول طلب تامين صحي مجاني و لايخفى على احد الظروف المعيشية الصعبة في مصر , وظروف الاحتلال بالنسبة للشعب الفلسطيني ,وهذا ماجعل فلسطين ومصر تهتمان بالجانب الصحي.
من المفارقات التي لاحظتها على الجدول الاحصائي ان قلسطين هي الدولة الوحيدة التي اقترحت افكارا في جميع المجالات دون استثناء وغالبا ماكانت تحتل الصدارة من ناحية عدد الاقتراحات في مجالات عدة . وتعتبر الدولة المشاركة باكبر عدد من الافكار قدر ب 31 قكرة وبنسبة عالية مقارنة بباقي الدول قدرت ب 23.30%
كما ان هناك ست دول كاملة لم تشارك ولا بفكرة واحدة هي الصومال,ولعل هذا راجع الى الحروب الاهلية والمجاعات التي يعاني منها البلد,الكويت ,جزر القمر,جيبوتي,موريطانيا وعمان.
كما ان هناك ست دول اخرى لم تشارك سوى بفكرة واحدة هي البحرين,السودان,العراق,تونس,لبنان.
كحوصلة نهائية يمكن القول ان هذه الارقام اعطتنا فكرة مصغرة عن اهتمامات العرب , فجميل ان نرى الاهتمام بالتعليم والاقتصاد والمجتمع يتصدر قائمة الاولويات, بينما لابد ان نلفت الانتباه الى المجال الاعلامي و الثقافي خاصة, كما لاننسى ان العينة التي قدمت لنا هذه الافكار على موقع صوت العرب كلها من مستخدمي الانترنت الذين لهم خصائص مميزة تجعلهم ياخذون اعتبارات اخرى في ترتيبهم للاولويات .
هذا كل ما اردت ان اقدمه لكم ومن لديه تفسيرات اخرى لهذه الارقام فلا يبخل علينا برايه من خلال التعليق