منتديات الغمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الغمري

تمنيت أن اعيش كما تريد نفسي ولكن عاشت نفسي كما يريد زماني
 
الرئيسيةمنتديات الغمريأحدث الصورالتسجيلfacebook  منتديات الغمري YOU TUBE منتديات الغمري دخول

 

 بعيدا عن المدينة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الإحساس
مشرف
مشرف
ملكة الإحساس


انثى عدد المساهمات : 543
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 37
الـبلد : الجزائر

بعيدا عن المدينة Empty
مُساهمةموضوع: بعيدا عن المدينة   بعيدا عن المدينة Icon_minitime117/9/2010, 21:55

بعيدا عن المدينة
تمطع البيت الخشبي الصغير.. الذي يقع علي اطراف المدينة.. فتح أبوابه وشبابيكه.. ثم أغلقها في حالة من المرح والسعادة وقال: ما أجمل الحياة مع صاحبي وأسرته الصغيرة.. والشمس الدافئة والنسيم العليل الذي يتجدد دائما.. وحولي شتي انواع الخضر والفاكهة.
ثم ألقي البيت الصغير نظره الي بعيد.. بعيد جدا.. حيث تتلألأ اضواء المدينة المبهرة.. وقال وهو يتنهد: لكن كم كنت اتمني ان اكون هنااااك.. بيت من بيوت المدينة.
لم يكن يعرف البيت الخشبي الصغير.. ان المدينة هي التي تتحرك في اتجاهه اكثر واكثر كل يوم.. والاضواء تخطو بصحبتها اليه.. وفي كل خطوة تأكل في طريقها الزرع واشجار الفاكهة فتلتهم الخضر بأنواعها.. ليحل محلها بيوت.. وبيوت تلتصق ببعضها البعض.
وأصبح للبيت ماتمني.. فقال: ماأروع ان تتحقق الاحلام.. ولو أن كثرة الناس وسرعة الحركة تسبب لي بعضا من الازعاج.. لكن المهم أنني الآن بيتا من بيوت المدينة.
لم يمض الكثير .. حتي افاق البيت الصغير.. علي البيوت القصيرة من حوله تهدم ويقام مكانها عمارات عملاقة.. لايستطيع النظر اليها من شدة طولها.. فأخذ يسألها.. كيف يعيش الناس بك؟. ومااخبار الحياة عندك؟
لم تجب العمارات المقاربة للسحاب عن اسئلته .. ربما لانها لم تسمعه من شدة قصره وبعده عنها.. أو لان لها اذن من حديد والاخري من اسمنت لكن.. علي اية حال وصلته الاجابة، عن طريق الاصوات المزعجة التي ازدادت ارتفاعا عن ناطحات السحاب.. والخناقات المستمرة.. والوجوه التي يراها وهو يراقب مداخل العمارات القريبة منه ...
فاذا بها وجوه عابسه.. لم تعد تبتسم كما كان يعرفها ولم يسلم هو ايضا من بعض الاذي من الأشياء التي تلقي عليه بقصد وبدون قصد.. من الشبابيك العاليه التي تحيط به من كل اتجاه.
اختنق البيت الصغير.. وامتلأ قلبه الطيب بالحزن.. ولم تعد نسمات الهواء العليل تنعشه وتجدد من نشاطه.. وحجبت عنه اشعه الدافئة.. وشعاع القمر الفضي.. واصبح حبيسا بين غابات الاسمنت.. ولم يعد يقترب منه الا المخلفات الباقية من اصحاب العمارات الشاهقة.
حتي صاحبه.. هجره.. بعد ان اصبحت الحياة فيه مستحيلة.
شعر البيت الصغير بالعجز.. وازدادت شيخوخته واكتئابه فبهت لونه وصدأ سوره.. وكسرت مدخنته الحمراء الجميلة.. ولم يعد يخرج منها الا دخان الالم والحسره.
حتي أتي يوم.. وقفت امامه عربة كبيرة.. وعدد غير قليل من العمال.. وبدأوا يلملموا حاجاته.. ويرفعوا اخشابه في هدوء.. انزعج البيت وقال: آه.. لقد حدث ماكنت خائفا منه !! اقتربت النهاية.. ستقام مكاني ناطحة سحاب.. وماعلي الا ان اواجه مصيري المجهول.
ربط العمال البيت في حماس.. وجروه بعناية حتي وضعوه فوق العربة العملاقة.. التي انطلقت تبتعد به عن المدينة وأضواءها حتي.. وصلت الي مكان جديد..
به قليل من الخضره.. وكثير من الرمال الصفراء
ولم يصدق البيت نفسه حينما رأي صاحبه الذي بناه يقف في شرف استقباله هو وابناءه واحفاده، ففرح وتهلل وأخذ يعيد فتح أبوابه وشبابيكه تحية لهم وتعبيرا عن سعادته.. وقال: ما أجمل العودة الي الحياة مع صاحبي واسرته التي اصبحت عائلة كبيرة والشمس الدافئة والنسيم العليل الذي يتجدد دائما..
وبشائر الخضره والخير التي تبعث الامل.. و ..
وبعيدا.. بعيدا.. عن المدينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بعيدا عن المدينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صورة لشاطئ في قلب المدينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الغمري :: أدب وشعر :: القصص و الروايات-
انتقل الى: