عدد المساهمات : 2604 تاريخ التسجيل : 05/02/2010 العمر : 35 الـبلد : الوطن العربي
موضوع: المطر الحمضي Acid Rain 29/6/2010, 10:42
المطر الحمضي Acid Rain أطلق تعبير ( المطر الحمضي ) كيميائي اسمه انغوس سميت في لاقرن التاسع عشر وكان سميت يدرس تلوث الهواء في مانشستر ووجد أن الأمطار تتضمن محتوى حمضيا على شكل حامض الكبريت المتحلل في قطرات الماء بعد بثه في الغلاف الجوي على شكل ثاني أوكسيد الكبريت خلال عملية إحراق الفحم وتتأكسد أوكسيدات النيتروجين وثاني أوكسيد الكبريت وجزئيات النايترايت والسولفايت في الهواء لتشكل الحوامض وهذه تعود إلى الأرض مع المطر أو الضباب أو الثلج على شكل غازات وجزئيات جافة يتم امتصاصها على السطح . وبينما يتم توليد ثاني أوكسيد الكبريت بإحراق وقود الأجسام المتحجرة ويتم بث أوكسيدات النيتروجين بواسطة عمليات صناعية مختلفة ودخان السيارات ومحطات الطاقة الأوروبية والأميركية التي تحرق وقود الأجسام المتحجرة مثل الفحم تطلق حوالي 8 غرامات من ثاني اوكسيد الكبريت و3 غرامات من أوكسيدات النيتروجين في كل كيلووات ساعة . ويتم قياس درجة الحمض ودرجة القلوية بـ PH على مقياس يتراوح بين 1 و14 وتشير PH 7.0 إلى التعادل بين الحمض والقلوية ودون 7 تشير إلى غلبة الحمض وفوق 7 تشير إلى غلبة القلوية وفي سنة 1974 ولتصوير حدة المشكلة تساقط المطر الحمضي في أسكوتلندا بدرجة PH 2.4 وللمقارنة نقول أن حمض بطارية السيارة قيمته PH 2 . وكل ما يتعرض للهواء يحمل مخاطر كامنة من الأمطار الحمضية ، والأشجار معرضة لذلك أكثر من غيرها ، يدخل ثاني أوكسيد الكبريت خلايا الشجرة عبر أعناق أوراقها التي هي مركز نظام تبادل الغاز والماء في النبات في هذه الخلايا يتفاعل ثاني أوكسيد الكبريت مع الماء ويتحول إلى مادة مسممة للنبات وأوكسيدات النيتروجين التي هي المكون الأساسي لدخان السيارات لها تأثير مباشرة مشابه على خلايا النباتات وفي كلا الحالتين يظهر الضرر على شكل تلطخ الأوراق وتعمل المواد السمية على إدخال الحمض إلى التربة وإطلاق سلسلة تفاعلية قوية وهكذا يتم غسل المواد المغذية من التربة ومعها كل المعادن المفيدة مما يؤدي إلى إطلاق مواد مثل الألومنيوم الذي يسبب الاضطراب لامتصاص المواد المغذية المهمة في الجذور ويجعله من الصعب على النبات التنفس وبالإضافة إلى ذلك يتم بث المعادن الثقيلة إلى الغلاف الجوي بفعل العمليات الصناعية بحيث تستقر في النهاية في التربة وتتجمع بعد عملية نقلها بفعل الرياح والأمطار وبعض هذه العناصر مشابه كثيرا للعناصر الكيميائية المغذية في النبات بحيث ( يرتبك ) هذا النبات ويعمل على امتصاصها بحيث يسمم ذاته . في الثمانينات عملت دراسة بيئية على فحص 150 مليون هكتار من الغابات في كل أنحاء أوروبا ووجد أن أشجار الصنوبر هي الأسوأ تأثيرا بالأمطار الحمضية وتركزت المشكلة هذه في ألمانيا الغربية حيث وجد أن 52 بالمئة من كل الغابات عانت من درجات متباينة من الضرر الناتج عن الأمطار الحمضية الناتجة أساسا من عمليات صناعية في أوروبا الشرقية . ولقد أظهرت الأشجار المتضررة ميلا إلى الاصفرار وخسرت أوراقها وبعض أغصانها الصغيرة فضلا عن انخفاض نمو الخشب فيها ونمو الغابات وفي الوقت ذاته ثبت تضرر الجذور وضعف نموها . وللأمطار الحمضية أيضا تأثير مؤذ على المباني لأن محتواها من حامض الكبريت يعمل على تحويل بعض الأجزاء الحجرية خاصة الكلسية منها إلى السولفايت مما يدمر قدرة المادة على التماسك وتتفتت بلوريات السولفايت لدى نقعها في الماء لكنها تعود إلى التشكل مع جفافها بحيث تبقى قوتها التدميرية ضمن الحجر وتبقى هذه البلوريات ناشطة حتى في حال إزالة التلوث وعلى النقيض من العضويات الحية التي لها طاقات دفاعية لمقاومة هجمات المواد الملوثة والتي لها قدرة على العودة إلى نشاطها فور إزالة العناصر الخارجية فإن الضرر الذي يحصل في المباني هو ضرر دائم وأي بقايا لمواد ملوثة تكون قادرة على إطلاق وتغذية العملية التدميرية ولقد أثبت أن كمية ثاني أوكسيد الكبريت التي تكون غير مؤذية كليا للعضويات الحية يمكن أن تدمر الحجر الطبيعي كليا ضمن سنوات قليلة في حالة تواجدها فيه لفترة طويلة .
29/6/2010, 10:42
')