عدد المساهمات : 2604 تاريخ التسجيل : 05/02/2010 العمر : 35 الـبلد : الوطن العربي
موضوع: التربة Soil . 29/6/2010, 10:37
التربة Soil التربة أو الأرض هي جزء حيوي من الموارد الطبيعية الضرورية لعيشنا وبقائنا إلى جانب الهواء والماء وهي مهمة في الحقيقة إلى درجة أن الكوكب الذي نعيش عليه سمي بها ورغم مشينا على هذه التربة يوميا لكن قلة منا لديهم فكرة عما هي حقا عليه حتى المزارعين الذين قد يعرفون الكثير عن التربة السطحية يجهلون ما يحصل في عمق هذه التربة عند المستويات التي تستمد منها محاصيلهم عناصرها المغذية . والتربة أساسا هي مثل اللحاف الذي يغطي سطح الكرة الأرضية فهي مكونة من غطاء رخو من المادة الصخرية المتكسرة والمادة العضوية المتآكلة ، ومعظم هذه المادة الأخيرة يتواجد في الطبقة الأعلى من التربة والتي تكون في الأرض الزراعية بعمق المحراث وتحت هذه التربة الفوقية تأتي التربة التحتية المكونة من جزئيات معدنية . وتصنف التربة ضمن عدة مجموعات أساسية تشمل التربة غير الناضجة والتربة غير العميقة والتربة الطينية والتربة المرتشحة والتربة الاصطناعية وغيرها وهنالك التربة الملونة التي تتواجد في غابات الصنوبر والمناطق الباردة حيث يزيد المطر عن حالات التبخر وفي هذا النوع من التربة تعمل الحركة المتواصلة للماء نزولا على غسل العناصر المغذية من التربة مما يجعلها غير ملائمة للأغراض الزراعية والتربة التي تحتوي على الخث ( نسيج نباتي نصف متفخم ) تتضمن مادة عضوية تتشكل بفعل التحلل الناقص للنباتات في التربة حيث توجد درجة عالية من الحموضة لكن هذا يؤدي إلى إفقار التربة التي في العادة تتولى هي تفكيك بقايا النباتات وإدخالها في التربة . وللحصول على فكرة معينة عن تركيب طبقات التربة يمكننا تطبيق اختبار بسيط فإذا أخذنا بعضا من هذه التربة ووضعناه في جرة زجاجية مع الماء وهززنا الجرة ثم تركناها تستقر ، سوف نجد عندها عند رأس الجرة العائمة بالماء طبقة من الدبال الذي هو مكون للتربة قاتم اللون مؤلف من مادة عضوية متحللة جزئيا تحت هذه الطبقة نجد في الماء جزئيات من الطين وفي قعر الجرة توجد طبقة من الطمي الذي هو نوع من الترسبات التي هي بين الطين والرمل ثم طبقة من جزئيات الرمل الخشنة وأخيرا طبقة من الحصى . وتخضع التربة للانجراف الذي هو عملية طبيعية تحصل بفعل نشاط الرياح والماء ولقد أظهرت الأبحاث أنه في مناطق المراعي والغابات غير المضطربة بفعل الزراعة تحصل خسارة سنوية للتربة بمقدار 0.1 طن في كل هكتار لكن هذه الخسارة تلغى بتكوين تربة جديدة بفعل عملية تعرف بالتجوية weathering التي هي عملية تتكسر فيها الصخور المعرضة للعوامل الجوية بفعل تأثير الأمطار والصقيع والرياح وعناصر طبيعية أخرى وفي بعض الحالات يمكن أن يصل مقدار استبدال التربة بطن واحد في كل هكتار . لكن هذا لا يحصل لسوء الحظ في الأرض الزراعية حيث يكون انجراف التربة الفوقية حادا وقويا ووفقا لبعض التقديرات ستنخفض الطبقة الفوقية للتربة عبر العالم بمقدار الثلث مع بداية القرن الحادي والعشرين عما هي عليه الآن وتفقد الأرض الزراعية في أميركا نصف تربتها الفوقية أسرع مما يمكن استبداله بتربة جديدة ويصل مقدار هذه الخسارة إلى 1700 مليون طن كل سنة . والمشكلة هي أن الطلب المتنامي على انتاج الغذاء في العالم قد أدى إلى زيادة حجم الحقول التي أصبحت عندها مستنقعات للماء الذي حبس على سطح التربة قبل تجميعه لأغراض الزراعة وتكون هذه المشكلة حادة خاصة في المناخات الاستوائية التي تخضع لأمطار موسمية عزيرة . والواقع أن كل العملية هي من نوع الحلقة المفرغة فالتربة ضرورية لبقاء الإنسان وكلما زاد استغلالنا لهذه التربة يبقى القليل منها لانتاج المحاصيل التي نحتاج إليها .
29/6/2010, 10:37
