عدد المساهمات : 29 تاريخ التسجيل : 23/03/2010 العمر : 29 الـبلد : الجزائر تلمسان
موضوع: سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه 17/5/2010, 20:22
سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه كيف تجلت اسمى معاني الرضاه بقضاء الله تعالى وقدرهفي سعد بن ابي وقاص
لما قدم سعد الى مكة و كان قد كف بصره جاءه الناسيهرعون اليه كل واحد يسأله ان يدعو له فيدعو لهذا و هذا وكان مجاب الدعوة قال عبدالله بن سائب : فأتيته و أنا غلام فتعرفت عليه فعرفني وقال : انت قارئ أهل مكة قلت : نعم فذكر قصة قال في آخرها : فقلت له : يا عم أنت تدعو للناس فلودعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم و قال : يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن منبصري
فضائله رضي الله عنه وإن لسعد بن أبي وقاص لأمجاداً كثيرةيستطيع أن يباهي بها ويفخر أولهما: أنه أول من رمي بسهم في سبيل الله ، وأول منرُمي أيضاً وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد : أرم سعد .. فداك أبي وأمي أجل كان دئما يتغني بهاتين النعمتين الجزيلتين ، ويلهجبشكر الله عليهما فيقول : والله إني لأول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله
ويقول علي بن ابي طالب: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفدي أحدبأبويه إلا سعداً ، فإني سمعته يوم أحد يقول : ارم سعد ... فداك أبي وأمي
كان سعد يعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين وكان له سلاحان ورمحه.. ودعاؤه.. إذا رمي في الحرب عدوا أصابة..وإذا دعا الرسول له .. فذات يوم وقد رأيالرسول صلى الله عليه و سلم منه ما سره وقر عينه ، دعا له هذه الدعوة المأثورة : اللهم سدد رميته..وأجب دعوته
ولقدعاش سعد ، حتي صار من أغنياء المسلمينوأثريائهم ، ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة..ومع هذا فإذا كانت وفرة المالوحلاله، قلما يجتمعان، فقد أجتمعا بين يدي سعد..إذا أتاه الله ، الكثير ، الحلال ،الطيب
في حجة الوداع ، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأصابهالمرض ، وذهب الرسول يعوده، فسأله سعد قائلاً : يا رسول الله ، إني ذو مال ، ولايرثني إلا أبنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ..؟ قال النبي : لا قلت : فبنصفه ؟ قال النبي : لا قلت : فبنصفه ؟ قال النبي : لا قلت : فبثلثه ؟ قالالنبي : نعم ، والثلث كثير .. إنك أن تذر روثتك أغنياء ، خيرٌ من أن تذرهم عالةيتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتي اللقمةتضعها في فم أمرأتك
وفاته رضي الله عنه ولم يظل سعد أباً لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء أخرين وكان سعد كثير البكاء من خشية الله وكان إذا استمع إليالرسول يعظهم ، ويخطبهم ، فاضت عيناه من الدمع حتي تكاد دموعه تملأ حجره ويروي لناولده لحظاته الأخيرة فيقول : كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضى فبكيت فقال : ما يبكيكيا بني ؟ إن الله لا يعذبني أبداً وإني من أهل الجنة إن صلابة إيمانه لا يوهنها حتىرهبة الموت وزلزاله
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدقالرسول عليه الصلاة والسلام أوثق إيمان ..وإذن ففيم الخوف ؟ وفوق اعناق الرجال حملالي المدينة جثمان أخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام إلي جوار ثلة طاهرةعظيمة من رفاقه الذين سبقوه إلى الله ، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفأ لها في ترابالبقيع وثراه وكان قد أوصى ان يكفن في جبة صوف له كان قد لقي المشركين فيها يوم بدرفكفن فيها سنة خمس و خمسين و يقال سنة خمسين وهو ابن بضع و سبعين و يقال اثنين وثمانين وقد صلى عليه من كان حياً من زوجات رسول لله صلى الله عليه و سلم وداعا، سعد..!! وداعاً، بطل القادسية ، وفاتح المدائن ، ومطفيء النار المعبودة في فارسإلا الأبد