عدد المساهمات : 116 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 32 الـبلد : الجزائر عنابة
موضوع: ثقافة التسامح عند المسلمين 14/5/2010, 12:54
ثقافة التسامح عندالمسلمين من أشدالأمور خطرا، والتيتهددالمجتمعات بالتمزق والتعادي، بل قد تفضي إلى إشتعال الحروب بينالمجتمعاتبعضها وبعض، بلبين أبناء المجتمع الواحد، والوطن الواحد: التعصب انغلاق المرءعلى عقيدته أو فكره، واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه، وتوجس الشرمنهم،وإضمار السوء لهم،وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش فيأمانواطمئنان. والأمننعمة من أعظم نعم الله على الإنسان، لهذا امتن الله علىقريشفقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْجُوعٍوَآَمَنَهُمْ مِنْخَوْفٍ} (قريش:4،3). واعتبر القرآن الجنةدار أمن كامل: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍآَمِنِينَ} (الحجر
انغلاق المرء على عقيدته أوفكره، واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه، وتوجسالشر منهم، وإضمار السوء لهم،وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش في أمانواطمئنان. والأمننعمة منأعظم نعم الله على الإنسان، لهذا امتن الله على قريش فقال: {فَلْيَعْبُدُوارَبَّهَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْخَوْفٍ} (قريش:4،3). واعتبرالقرآن الجنة دار أمن كامل: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍآَمِنِينَ} (الحجر:46).واعتبر شر ماتصاب به المجتمعات: الجوع والخوف، فقالتعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَاكَانُوايَصْنَعُونَ} (النحل:112)
ومنالناس من يتصور أنالإيمانالديني ملازم للتعصب لا يفارقه لا محالة. لأن المؤمن بدينة يعتقد أنهعلى الحق، وما عداه علىالباطل، وهذه التصوراتللآخرين: تنشئ العداوة والبغضاءبين الناس بعضهم وبعض، وكثيراً ما تؤدي إلى حروب دموية بين الطوائفوالشعوبالمختلفةدينياً ومصادرثقافة التسامح لدي المسلم كثيرة وأصيلة. وأعظمها بلاريب هو: القرآن الكريم؛ الذي أسس أصول التسامح، ورسخها في سوره المكيةوالمدنية،بأساليبهالبيانية المعجزة، التي تخاطب الكيان الإنساني كله، فتقنع العقل،وتمتعالعاطفة، وتحركالإرادة.
أن الدعائم الشرعيةوالمنطقية التي سنعتمد عليها في الدعوة إلى التسامح وإشاعته وتثبيته: مستمدة منالقرآنأساساً ومن مصادرثقافة التسامح لدى المسلم: الواقع التاريخي لأنالإسلام، بهذا التاريخ قام على التسامح معالمخالفين،
إقرارالتعددية الركيزةالأولىوهى: اقرار ظاهرة التعددية، أو التنوع، وأنها ظاهرة طبيعية، وسنة كونية،كمايؤمن المسلم بوحدانيةالخالق، يؤمن بتعددية الخلق في مجالات شتى.
الاختلاف واقع بمشيئة اللهتعالى والركيزةالثانية: أن اختلاف الدين واقع بمشيئة الله تعالى،المرتبطةبحكمته سبحانه،فلا يشاء إلا ما كان فيه حكمة، لأن من أسمائه (الحكيم) فهو لايخلقشيئاَ باطلا، ولايشرع شيئاً عبثاً وقد أعلنالقرآن أن هذا الختلاف الديني واقعبمشيئة الله عز وجل كما قال:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِيالْأَرْضِكُلُّهُمْجَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوامُؤْمِنِينَ} (يونس:99) وقالتعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىفَلَاتَكُونَنَّ مِنَالْجَاهِلِينَ} (الأنعام:35)
حساب المختلفين إلى يومالقيامة
والركيزة الثالثة: أن حساب المختلفين في دياناتهمومذاهبهمواتجاهاتهمالدينية والأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالقالجميع،إلى الله وحدهوليس في هذه الدنيا، ولكن في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذاماقرره القرآن في مواضعشتى. يقول تعالى مخاطبا رسوله: {وَإِنْجَادَلُوكَ فَقُلِاللَّهُأَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْيَوْمَالْقِيَامَةِفِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69
اعتبار البشرية كلها أسرةواحدة
والركيزة الرابعة: أن الإسلام ينظر إلى البشرية كلها – أياكانتأجناسها وألوانهاولغاتها وأقاليمها وطبقاتها- بوصفها أسرة واحدة، تنتمي منجهةالخلق إلى رب واحد،ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به القرآن الناس؛كلالناس،فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْمِنْ نَفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَارِجَالاًكَثِيراًوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِوَالْأَرْحَامَإِنَّاللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1
البر والقسطللمسالمين من غير المسلمين
إذا أردنا أن نجمل تعليماتالإسلام في معاملة المخالفين له - في ضوء ما يحل ومايحرم- فحسبنا آيتان من كتابالله، جديرتان أن تكونا دستورا جامعا في هذا الشأن. وهما قوله تعالى: {لايَنْهَاكُمُ اللَّهُعَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّاللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِالَّذِينَقَاتَلُوكُمْفِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواعَلَىإِخْرَاجِكُمْ أَنْتَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُالظَّالِمُونَ } سورة الممتحنة:8،9
العداوات بين الناس ليستأمرا دائما والركيزةالسابعة، التي قررها الإسلام، وعلّمها للمسلمين، وغرسهافيعقولهم وضمائرهم: أنالناس قد يعادي بعضهم بعضا، لأسباب مختلفة، دينية أودنيوية،ولكن هذه العداوات – على حق كان أو على باطل- لا تدوم أبد الدهر، فالقلوبتتغير،والأحوال تتبدل،وعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم، وبعيد اليوم قد يصبح قريبالغد،وهذه قاعدة مهمة فيعلاقات الناس بعضهم ببعض، فلا ينبغي أن يسرفوا في العداوة،حتىلا يبقوا للصلح موضعا،وهذا ما نبه إليه القرآن بوضوح بعد نهيه عن موالاة أعداءالله وأعداء المسلمين في أول سورة الممتحنة، وضربمثلا بصلابة إبراهيم والذين معهإذ قالوا لقومهم: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْدُونِاللَّهِ كَفَرْنَابِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُوَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِوَحْدَهُ }(الممتحنة:4). بعدهذا قال تعالى: {عَسَىاللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَعَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌوَاللَّهُ غَفُورٌرَّحِيمٌ}(الممتحنة:7
sonia مشرف
عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 14/07/2010 العمر : 35 الـبلد : الجزائر الجلفة
موضوع: رد: ثقافة التسامح عند المسلمين 2/12/2010, 18:56