عدد المساهمات : 2604 تاريخ التسجيل : 05/02/2010 العمر : 35 الـبلد : الوطن العربي
موضوع: أفكار عملية لاصلاح الأسرة 12/5/2010, 11:48
أفكار عملية لاصلاح الأسرة الشروط اللازمة للبدء بإصلاح الأسرة .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَامَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ )) (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع على أهل بيتهوالزوجة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه عنعمر بن الخطاب . إن ملف الأسرة المسلمة هو ملف خطير ومهم جداً بكل معنى الكلمة، ذلك أن الأسرة المسلمة هي أخطر الحصون المستعصية على أعداء الدين ، حيث ذهبالزمان الذي كانت فيه الحصون والقلاع وإغلاق البيوت أمام الخطر تحمي صاحبها وتحميالبلدة من هذا الهجوم وغيره . إنه هجوم من نوع مختلف ، هجوم يركب الهواءوالفضاء ، وأعداء الدين يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة تفكيك هذا الحصن الأخير وضربهفي الصميم ، وحتى الآن والحمد لله مازالت بعض الأسر مستعصية على هذا الهجوم لكنالقسم الأكبر منها سقط وأيما سقوط ...! (( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْحَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَندِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِيالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) . إن هذا الإصرار من أعداء الدين فما الذي يقابله من المسلمين ؟! ومما يزيدهذا الأمر خطورة : أن المسلمين اليوم قد تعلموا الكثير من العلوم الطبيةوالهندسية والكيميائية ، ولكن نسوا علماً مهماً جداً هو علم الهندسة البشرية ،كيف نربي أولادنا وكيف نجعلهم يرتقون إلى حمل الرسالة . إن الحفاظ على الكائنالبشري على قيد الحياة هو سهل جداً هو فعل تفعله كل المخلوقات ، لكن المشكلة الكبرىهي تحويل هذا العنصر البشري إلى عنصر فعال ونشيط . إن مهمة الآباء والأبناءوالأمهات إنحصرت في هذا الزمن بالمطعم والملبس ، وإن كان هناك إهتمام فإنه بما يرضيغرور الأب . مما يزيد هذا الأمر خطورة : أن واقع أسرنا واقع مأساوي فيأغلبه إلا من رحم الله ، فالأب مشغول والأم في الأسواق ، والأولاد لا يعرف لهم طريقولا إتجاه ، وقد أوكلنا تربيتهم إلى الظروف . إن الإسلام أكد على أن الآباءيلعبون دوراً مهماً في التربية عندما قال صلى الله عليه وسلم (( ..فأبواه يهودانهأو يمجسانه أو ينصرانه )) وهذا حث للآباء على عدم ترك أولادهم ليتحكم الشارعوالظروف في تربيتهم . ناهيك عن الواقع المأساوي في العلاقة بين الزوجينوالعلاقة بين الأب وابنه والأم وابنتها بالإضافة إلى العلاقات السيئة بين الحماةوالكنه والعم والد الزوج أو الزوجة . لاشك بأن أي واحد إلا ويريد لابنه أن يكونأحسن منه حالاً أو مثله على الأقل ، لقد أثبت الله العاطفة على لسان سيدنا إبراهيم (( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي...)) . في هذه اللحظات لحظات القرب مع الله عزّ وجلّ لم ينس إبراهيم أولاده وذريتهوكلمة الإمام هنا ليس معناها النبوة فقط على ماذكره المفسرون وإنما الإمامة فيالخير .. فهذه عاطفة متجذرة ، لكن نريد لأولادنا أن يكونوا أفضل حالاً فأي إمامةنريد منهم إمامة خير أم إمامة شر ؟! إن بيوتنا هي الملاذ الأخير لنا ولاسيماهذه الفتن التي شبهها صلى الله عليه وسلم بأنها " كقطع الليل المظلم يمسي الإنسانمؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " . إنه في زمن الفتنة وجه صلى الله عليه وسلم إلى البيوت فقال (( وليسعك بيتكولتبك على خطيئتك )) ، أما إذا كانت البيوت هي الفتنة كما في الشارع و كان البيتيموج بالفتن المختلفة فأين يذهب الأبناء وأين تذهب الزوجات .. ؟! هناك ثلاثةشروط رئيسة للانطلاق في هذا الموضوع : 1 . الاستعانة بالله عزّ وجلّ فكل سهلإذا لم يوفق الله له صعب ، وما تكرار الاستعانة في اليوم يلتزم بها الإنسان سبععشرة مرة إلا ليكرر هذه الاستعانة , والاستعانة ليست مجرد تكرار ألفاظ إنما هي فيحقيقة الأمر التوجه القلبي لما يريد أن يفعل , ثم مباشر العمل الذي يريد . 2 . قوله تعالى : (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْوَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )) . فلا يمكنك تحويلأسرتك إلى الخط الصحيح والمنهج السليم إذا كنت لا تزال منحرفاً عن هذا الخط . مهمادفعت ولدك إلى الصلاة في المسجد لن يؤثر ذلك فيه وإن اصطحابه مرة واحدة أو رؤيته لكتدخل المسجد أفضل بكثير من كثير من النصائح . مهما دفعت ولدك إلى التوقف عن التدخينلن يؤثر ذلك فيه إلا إذا رأى ذلك فعلاً وتطبيقاً منك . ومهما دفعتك ولدك للإقلاع عنمشاهدة البرامج المختلفة فلن يؤثر ذلك فيه إذا لم تقم أنت بالخطوة الأولى . 3 . ليس البيت حلبة صراع لا بد أن ينتصر فيها أحد الطرفين ويمشي برأي الزوج أو الزوجةأو الحماة أو والد الزوج أو الزوجة . إن أهم الأسباب الموفقة هو أن يعلم الرجل زوجهوأولاده أنه يحب الحق وإتباعه لو جاء على أي لسان