عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 العمر : 31
موضوع: التلفاز وتأثيراته على سلوك الطفل 20/4/2010, 13:40
التلفاز وتأثيراته على سلوك الطفل دخل جهاز التلفاز كل بيت وكل غرفة لدرجة أنه أصبح خبزاً يومياًيتناوله الأطفال مع وجبات الطعام، وآخر ما تلتقطه عيونهم قبل النوم، حيث يتشربونمنه سلوكياتهم وأفعالهم اليومية، محاولين تقليد كل ما يصدر عنه دون وعي، ومنالملاحظ أن الأسرة حين تترك ابنها فريسة لهذا الجهاز فإنها تضعه أمام تأثيره القويبالصوت والصورة، بكل ما يحتوي على مشاهد عنيفة ومخلة بالأخلاق، وقد أثبتت الدراساتأن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر بـ( 50- 60مرة ) من برامج الكبار ولا يخلوالأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة.
ويقوللوردن بيج الذي يدرس العلاقات بين الجنوح ووسائل الإعلام في جامعة جرونوبل أنه ثمةتأثير متواضع لكنه حقيقي، فالدراسات الجادة التي أجريت على مئات الأطفال لأكثر من 30 سنة تسير في هذا الإطار، فمن خلال ملاحظة عدد الساعات التي يقضيها المراهقون فيمشاهدة البرامج المليئة بالعنف، وعدد الأعمال العدوانية التي يرتكبونها فيما بعد،يمكننا التأكيد بأن العنف المرئي عبر التلفزيون يزيد الاستجابات العدوانيةللمشاهدين بنسبة تتراوح بين 5 - 10% أياً كان الوسط الاجتماعي المنحدرين منه أوالمستوى التعليمي الذي وصلوا إليه أو سلوك آبائهم معهم.
ومع التأكيد علىمخاطر مشاهد العنف وما تسببه من تجريد للمشاعر وإيجاد مناخ مليء بالمخاوف فإنالأطفال والمراهقين ينقلون عادة إثارتهم وعنفهم إلى مدارسهم في اليوم التالي، أويشاهدون كوابيس ليلية أثناء نومهم. ويمكن أن تنتهي الأمور بمأساة فعلية عندما يرغبهؤلاء في تنفيذ أو تقليد ما شاهدوه من جرائم تنفذ على شاشة التلفاز.
وقدأشارت نتائج إحدى الاختبارات التي أجريت على الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لساعاتطويلة، أنه كلما كان عدد الأفلام المشاهدة أكثر، كلما كان تقييم الطفل لدرجة العنفوالصور الإجرامية ضعيفاً، وكأنه أشبه بمن تناول حقنة مخدرة، حيث يشعر بالتبلدالانفعالي تجاه ما يشاهد من مناظر عنف أصبحت لا تثير شفقته وإنسانيته. والاحتمالالأخطر من ذلك أن هذا الطفل يصبح مستقبلاً غير مكترث بالضحايا الحقيقيين الذينيتعرضون لعدوان ما.
ويعاني الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لساعات مطولةأيضاً من هذيان ذهني، فهم يخافون من الخروج ولا يشعرون بالأمان، بل يصبحون كذلكأكثر أنانية وشحاً في تعاملهم مع جيرانهم ويميلون إلى العدوانيةالمفرطة.
وحتى نكون أكثر موضوعية في الحكم على آثار التلفاز على الأطفال فقدأشارت الدراسات إلى نتيجتين أساسيتين: الأولى مؤداها أن مثل هذه البرامج توفرمخرجاً أو منفذاً للانفعالات المحبوسة مثل انفعالات الغضب والعدوان والكراهية،لأنها تعمل على تصريف وإزالة الانفعالات التي تثيرها هذه البرامج . أما النتيجةالثانية فيمثلها بحث رولاند ومؤداها أن برامج العنف ربما تنمي مشاعر الإحباط التيتؤدي بدورها إلى السلوك العدواني وتفسد القصص الإجرامية المعروضة وظيفة وأساليبالوكالات التي تحمي القانون وتنفذه. أما دي بور فيقول أن مثل هذه البرامج تسبباستجابات انفعالية قوية في الأطفال.
وذلك يقودنا إلى القول بأنه إلى الحدالذي يرى فيه الإطفال أو يسمعون برامج مبالغ في انفعاليتها وغير واقعية وضد المجتمعيوماً بعد يوم، فإنهم في الأغلب يخضعون لمؤثرات شرطية تجمعية غير حسنة من وجهة نظرالصحة العقلية أو النمو الخلقي .
وفيما يلي سرد لأهم الانعكاسات الايجابيةوالسلبية التي تنتج عن مشاهدة الأطفال للتلفاز:
الانعكاسات الايجابية: - يزيد من ثقافة الأطفال نحو العالم والحياة المحيطة. - يتعلم من خلال مسلسلاتالكبار نسيج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس. - زيادة فى الحصيلة اللغويةوالمفردات والمعاني. الانعكاسات السلبية: - التأثير علىالعقيدة والدين لأنمعظم الجهات المسؤولة عن انتاج أفلام الكرتون هي يابانية أو أمريكية. - إرهاقالعينين والتعب الجسدي نتيجة الجلوس الطويل بشكل غير مريح. - قتل الخيال عندالأطفال لوجود الأفلام الخيالية - التأثير على التحصيل الدراسي - الجلوسالكثير يؤدي للعزلة عن الآخرين باعتبار التلفاز بديلاً عن الوسط الاجتماعيالمحيط - استخدام العنف والقوة كوسائل رئيسية لحل المشكلات - الإجرام أوالانحلال الأخلاقي الذي قد ينجم عن مشاهد أفلام ومسلسلات الكبار وتقليدها - الكسل والخمول وقلة الحركة وبالتالي السمنة - يقلل من الإبداع والتفكير بشكلمستقل، حيث الطفل مجرد متلقي سلبي للمعلومة دون أن يكون له أي دور إيجابي أو تغذيةراجعة. - قد يشاهد ألأطفال أفلاماً غير أخلاقية وبالتالي يبلورون أفكاراً خاطئةعن العلاقات الجنسية.
دور الآباء : - التقليل من استخدام التلفزيون لمدة ( 1-2) ساعة يومياً مع الاهتمام بالنوعية. - اجعل أجهزة التلفزيون وألعابالفيديو خارج حجرات الأطفال ولا تضعه في أكثر الأماكن ظهوراً في المنزل، بل في مكانبعيد حتى لا يكون ضيفاً دائماً على الأسرة.
- تعرف على محتوى البرامج التييشاهدها الأطفال، حتى لو كانت مخصصة لهم.
- أجب عن أسئلة الأطفال التي تدورفي أذهانهم حول ما يستجد عليهم من مفاهيم شاهدوها، وصحح معتقداتهمالخاطئة.
- عدم استخدام التلفزيون أو ألعاب الفيديو قبل الذهاب إلى المدرسةأو قبل أداء الواجبات، وتحديد مواعيدها.
- افتح التلفزيون فقط عندما تريدمشاهدة برنامج له قيمة، ولا تفتحه لمجرد الاطلاع على ما فيه من برامج.
- تعويد الطفل على التفريق فيما يشاهده بين الواقع والخيال، وعدم تقليد كل شيء يراهالطفل.
- احترس من متابعة المشاهد الانفعالية التي تبقى عالقة في أذهانالأطفال حتى النوم.
- كن مشاهداً ايجابياً، وعود أبناءك على انتقاد مايشاهدونه، وأخذ رأيهم فيما يتم عرضه وكن واضحاً مع أطفالك في إرشادهم نحو البرامجالنافعة.
- كن مثلاً جيداً وقدوة حسنة في الإقلال من متابعةالتلفاز.
- أعط نشاطاً بديلاً للطفل عن مشاهدة التلفاز كممارسة الأنشطةوالهوايات.