منتديات الغمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الغمري

تمنيت أن اعيش كما تريد نفسي ولكن عاشت نفسي كما يريد زماني
 
الرئيسيةمنتديات الغمريأحدث الصورالتسجيلfacebook  منتديات الغمري YOU TUBE منتديات الغمري دخول

 

 الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
el mehajira
عضو شرف
عضو شرف
el mehajira


انثى عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 19/11/2012
العمر : 39
الـبلد : algerie

الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1) Empty
مُساهمةموضوع: الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1)   الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1) Icon_minitime126/11/2012, 19:43

أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إبن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه.


هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين.



نعم، لم تعرف لإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي بن ابي طالب، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار.



والحديث عن علي بن ابي طالب طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.



وكان لا بد لنا من الإختصار في الكتابة في هذة السلسة العلوية، وحسبنا أن نشير فيها إلى بعض خصائصه، ومناقبه، وعليها فقس ما سواها.





ولادته
ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ولم يولد في البيت الحرام سواه قبله ولا بعده وهي فضيلة خصه الله بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لتكرمته. وقيل ولد لسنة ثمان وعشرين من عام الفيل، والأول عندنا أصح وكان عليه السلام هاشمياً من هاشميين، وأول من ولده هاشم مرتين (أي من قبل الأب والأم)، فمن جهة الأب فهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف.


في مقتله عليه الصلاة والسلام: لما تواعد إبن ملجم - عليه لعنة الله وملائكته وخلقه - وصاحباه على قتل علي عليه السلام ومعاوية وعمرو بن العاص دخل إبن ملجم المسجد في بزوغ الفجر الأول فدخل الصلاة تطوعاً وافتتح القراءة فأقبل علي عليه السلام وبيده مخفقة وهو يوقظ الناس للصلاة فمر بابن ملجم لعنه الله ودخل الصلاة فتبعه ابن ملجم لعنه الله فضربه على قرنه ووقع ذبابة السيف في الجدار فأطار فدرة من آجره فابتدره الناس ووقع السيف منه فجعل يقول: أيها الناس احذروا السيف فإنه مسموم فمات روحي وروح العالمين له الفدا من تلك الضربة بعد ليلتين منها فأخذه (ابن ملجم) عبدالله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وروى الحافظ أبوبكر البيهقي: خرج علي عليه السلام لصلاة الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال: دعوهن فإنهن نوائح ولما ضرب عليه السلام قال: فزت ورب الكعبة.. وفي الحديث أن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام ألا أخبرك بأشد الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله. قال: فإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود، وخاضب لحيتك بدم رأسك وصاحباه (الذين كانا مع إبن ملجم).


عمره
في عمره الشريف سلام الله عليه: مضى أمير المؤمنين عليه السلام وهو إبن خمس وستين سنة ونزل الوحي وله إثنا عشر سنة وأقام بمكة مع النبي (ص) ثلاث عشر سنة ثم هاجر فأقام معه بالمدينة عشر سنين وأقام بعده ثلاثين سنة وقبض عليه السلام في ليلة الجمعة إحدى وعشرين من شهر رمضان المبارك سنة أربعين من الهجرة وقبره بالغري بمدينة النجف الأشرف في العراق. دفنه الحسن عليه السلام في الغـري، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية، وهو اليوم ينافس السماء سمو ورفعة، على أعتابه يتكدس الذهب، ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع العالم الإسلامي.







إمامته
واختلفت الأمة في إمامته بعد وفاة رسول الله (ص) وقالت شيعته وهم: بنوهاشم كافة وسلمان وعمار وأبوذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبوسعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار: أنه كان الخليفة بعد رسول الله (ص) لما إجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد و بلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، والولاية كانت ثابته له عليه السلام بنص القرآن وبقول النبي (ص) يوم الدار وقوله في غديرخم، فكانت إمامته عليه السلام بعد النبي ثلاثين سنة منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعاً من التصرف آخذاً بالتقية والمداراة محلاً عن مورد الخلافة قليل الأنصار كما قال Sadفطفقت أرتأى بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء ) ومنها خمس سنين وأشهر ممتحناً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين مضطهداً بفتن الضالين واجداً من العناء ما وجده رسول الله (ص) ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعاً من أحكامها حائفاً ومحبوساً وهارباً ومطروداً لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع الدفاع عن المؤمنين.



ألقابه
وفي كناه وألقابه عليه السلام : أبا الحسنين وأبا الريحانتين أبا تراب أميرالمؤمنين ويعسوب الدين ومبيد الشرك والمشركين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ومولى المؤمنين وشبيه هارون والمرتضى ونفس الرسول وزوج البتول وسيف الله المسلول وأبوالسبطين وأمير البررة وقاتل الفجرة وقسيم الجنة والنار وصاحب اللواء وسيد العرب وخاصف النعل وكشاف الكرب والصديق الأكبر وذوالقرنين والهادي والفاروق الأعظم والداعي والشاهد وباب المدينة وغرة المهاجرين وصفوة الهاشميين والكرار غير الفرار صنو جعفر الطيار رجل الكتيبة والكتاب وراد المعضلات وأبو الأرامل والأيتام وهازم الأحزاب وقاصم الأصلاب قتال الألوف ومذل الأعداء ومعزالأولياء وأخطب الخطباء وقدوة أهل الكساء وإمام الأئمة الأتقياء والشهيد أبوالشهداء وأشهر أهل البطحاء ومثكل أمهات الكفرة ومفلق هامات الفجرة والحيدرة ومميت البدعة ومحيي السنة وسيد العرب وموضع العجب ووارث علم الرسالة والنبوة وليث الغابة والحصن الحصين والخليفة الأمين والعروة الوثقى وابن عم المصطفى وغيث الورى ومصباح الدجى والضرغام والوصي الولي والهاشمي المكي المدني الأبطحي الطالبي والرضي المرضي وهذا قليل من كثير.



أصحابه
أصحابه وممن بايعه بغير ارتياب بالإجماع والإتفاق: من المهاجرين: عمار بن ياسر - الحصين بن حارث بن عبدالمطلب - الطفيل بن الحارث - مسطح بن اثاثة - جهجاه بن سعيد الغفاري - عبدالرحمن بن حنبل الجمحي - عبدالله و محمد إبنا بديل الخزاعي - الحارث بن عوف - البراء بن عازب - زيد بن صوحان - يزيد بن نويرة - هاشم بن عتبه المرقال - بريدة الأسلمي - عمرو بن الحمق الخزاعي - الحارث بن سراقة - أبوأسيد بن ربيعة - مسعود بن أبي عمر - عبدالله بن عقيل - عمرو بن محصن - عدي بن حاتم - عقبة بن عامر - حجر بن عدي الكندي - شداد بن اوس .

ومن الأنصار: أبو أيوب خالد بن زيد - خزيمة بن ثابت - أبو الهيثم بن التيهان - أبوسعيد الخدري - عبادة بن الصامت - سهل وعثمان إبنا حنيف - أبو عياش الزرقي - سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة - زيد بن أرقم - جابر بن عبدالله بن حرام - مسعود بن أسلم - عامر بن أجبل - سهل بن سعيد - النعمان بن عجلان - سعد بن زياد - رفاعة بن سعد - مخلد وخالد إبنا أبي خالد - ضرار بن الصامت - مسعود بن قيس - عمرو بن بلال - عمارة بن أوس - مرة الساعدي - رفاعة بن رافع الزرقي - جبلة بن عمرو الساعدي - عمرو بن حزم - سهل بن سعد الساعدي .

بنو هاشم : الحسن والحسين عليهما السلام - محمد بن الحنفية - عبدالله و محمد وعون أبناء جعفر - عبدالله بن عباس - الفضل وقثم وعبيدالله أبناء عباس بن عبدالمطلب - عتبة بن أبي لهب - عبدالله بن الزبير بن عبد المطلب - عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث .

بني هاشم وسائر الشيعة: محمد بن أبي بكر - محمد بن أبي حذيفة - مالك بن الحارث الأشتر - ثابت بن قيس - كميل بن زياد - صعصعة بن صوحان العبدي - عمرو بن زرارة النخعي - عبد الله بن الأرقم - زيد بن الملفق - سليمان بن صرد الخزاعي - قبيصة بن جابر - أويس القرني - هند الجملي - جندب الأزدي - الأشعث بن سوار - حكيم بن جبلة - رشيد الهجري - معقل بن قيس بن حنظلة - سويد بن الحارث - سعد بن مبشر - عبدالله بن وال - مالك بن ضمرة - الحارث الهمداني - حبة بن جوين العرني رحمهم الله جميعاً.


أبوه
أبوه هو أبي طالب عليه السلام واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسم عبدالمطلب شيبة الحمد وكنيته أبو الحارث وكان ولد أبي طالب طالباً ولاعقب له وعقيلاً وجعفراً وعلياً كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين.



أمه
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وكانت من رسول الله (ص) بمنزلة الأم، ربته في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، وكفنها النبي (ص) بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض، وتوسد في قبرها لتأمن بذلك ضغطة القبر ولقنها الإقرار بولاية إبنها كما اشتهرت الرواية.



زوجاته
أما في ذكر زوجاته(عليهم السلام) فهي فاطمة بنت محمد الرسول الأكرم (ص) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ومن المناقب عن عبدالله بن مسعود عنه قال: قال رسول الله (ص) يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين أنه لما أراد الله عز وجل أن أملكك من علي أمر الله جبرائيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي (ع) ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة، ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده، ثم تزوج بعدها أم البنين بنت حزام بن الوحيد بن كعب بن عامر، وتزوج أيضا ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وتزوج أيضا أسماء بنت عميس الخثعمية، وتزوج أيضا الصهباء بنت زمعة بن ربيعة بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعيد، وأيضا تزوج عليه السلام من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، - وأمها زينب بنت رسول الله (ص) - وتزوج أيضا خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن يربوع، وأيضا تزوج من أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وتزوج أيضا محياة بنت امرئ القيس بن عدي وأفضلهن فاطمة البتول بنت محمد (ص).



إخوته: طالب ، عقيل ، جعفر
أخواته: أم هاني ، جمانة



أولاده
أما أولاده عليه السلام، فالحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة أولاده من فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين وله أيضا منها محسن مات صغيراً حيث ورد في تاريخ الكامل: ج3 ص397 وروى ابن أبي دارم المحدث أن عمر بن الخطاب رفس فاطمة حتى أسقطت محسناً كما في ترجمة أحمد بن محمد بن السري برقم -255- من كتاب ميزان الإعتدال ج1 ص139 ومثله في كتاب لسان الميزان ج1 ص268 وذكره أيضا ابن قتيبة المتوفي سنة 276 في كتاب المعارف ص92 ط القاهرة تحقيق ثروت عكاشة قال: أن محسناً فسد من ضرب قنفذ العدوي لعنه الله مولى عمر بن الخطاب.

أيضا له منها عليها السلام زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، وله عليه السلام أيضا العباس وجعفر وعبدالله وعثمان وهم من زوجته أم البنين أستشهدوا مع إبنه الحسين الشهيد في واقعة الطف بكربلاء. وله أيضا عليه السلام عبدالله وأبا بكر من زوجته ليلى بنت مسعود أستشهدوا أيضا مع الحسين عليه السلام في كربلاء، وله أيضا يحيى ومحمد الأصغر من أسماء بنت عميس ولا عقب لهما، وله أيضا عليه السلام عمر ورقية من الصهباء بنت زمعة، وله أيضا محمد الأوسط من أمامة بنت أبي العاص، وله أيضا محمد بن الحنفية من خولة بنت جعفر، وله أيضا عليه السلام أم الحسن ورملة الكبرى من أم سعيد بنت عروة بن مسعود وله ايضا عليه السلام بنات من أمهات شتى منهن أم هاني وميمونة وزينب الصغرى وأم كلثوم وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة وهؤلاء أمهاتهن أمهات أولاد.



مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

مفكرة الاسلام: وذلك على يد المجرم الخارجي الضال، أشقى الناس، عبد الرحمن بن ملجم المرادي، أثناء خروج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لصلاة الفجر بمسجد الكوفة في يوم الجمعة 17 رمضان سنة 40هـ، وأخبار وآثار ومناقب وفضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أكبر وأعظم وأوسع وأشهر من أن نترجم لها في المقام الضيق، ولكننا سوف نعرض لطرف منها قدر استطاعتنا، على أن يكون هذا العرض مما صح من الأحاديث والأخبار، لا ما اختلقته الروافض الكاذبة الذين وضعوا آلاف الأحاديث والأخبار الباطلة في فضل علي رضي الله عنه وآل بيته، وليبرهنوا على صحة كفرياتهم وغلوهم وبدعهم وشركياتهم في آل البيت، وعلي وآله رضي الله عنهم أجمعين برآء من هؤلاء الكذابين الدجالين.

نقول وبالله المستعان: هو أمير المؤمنين وخاتمة الراشدين، وأحد العشرة المبشرين، وأخو رسول الله e بالمؤاخاة، وأول من أسلم من البشر بعد خديجة على الراجح من كلام العلماء، وصهر النبي e على فاطمة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها، وأحد كبار العلماء الربانيين، وأقضى الصحابة أجمعين، ومولى جميع المؤمنين، وكبير الشجعان المشهورين والزهاد المذكورين والخطباء المعروفين، علي بن أبي طالب رضي الله عنه المكنى بأبي الحسن، وبأبي تراب كما كناه بذلك الرسول e، وأمه فاطمة بنت أسد قد أسلمت وهاجرت، وقد لحدها الرسول e بنفسه، ودعا لها وصلى عليها.

أسلم علي وهو في التاسعة على الراجح، وكان وقتها في كفالة النبي e، الذي كان قد أخذه من عمه أبي طالب ليكفله بسبب ضيق حال أبي طالب، ومن يومها ظل بجوار رسول الله e، وشهد معه كل المشاهد ما عدا تبوك، ونام مكانه يوم الهجرة، فكان أول فدائي في الإسلام، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة، وأعطاه النبي e اللواء في مواطن كثيرة أعظمها يوم فتح خيبر، وكان فارسًا شجاعًا وبطلاً جسورًا، لم يبارز أحدًا قط إلا هزمه، شديد القوى، بحيث يصرع عدة رجال ويرفع الأثقال الكبيرة، بالجملة كان علي بن أبي طالب ممتازًا بخصال قلما اجتمعت لغيره من الشجاعة بحيث لا يقوم له أحد، ومن الفقه بحيث كان مرجعًا للقضايا والنوازل ومستشارًا للخلفاء الذين من قبله في الأحكام، ومن الفصاحة بحيث نجد خطبه ومواعظه وأقواله وآثاره الفاضلة التي هي للقلوب واصلة.

توفي الرسول e وهو عنه راض، فلما بايع الناس أبا بكر الصديق كان من أوائل من بايع وليس كما تقول الروافض الجهلة أنه قد تربص ببيعته وأعرض عن مجالسه، وكان علي من أبي بكر بمثابة المشير وقائد شرطة المدينة، وكان له اليد الطولى في يوم ذي القصة عندما حاول المرتدون اقتحام المدينة بعد وفاة الرسول e، وتوفي أبو بكر الصديق وهو عنه راضٍ.

فلما بايع الناس عمر بن الخطاب كان علي من ألصق الناس به وأكثر به خصوصية من أبي بكر وبمثابة الوزير والمشير والقاضي والذراع الأيمن للفاروق، حتى أن عمر قد تزوج من أم كلثوم بنت علي، وسمى عليٌّ أحد أبنائه «عمر»، وقد مات الفاروق وهو عنه راضٍ، وقد جعله في أهل الشورى الذين يختار المسلمون منهم واحدًا للخلافة، فلما بايع الناس عثمان رضي الله عنه كان ممن بايع من أول يوم، لا كما يقول الروافض الكذبة أنه ثار وغضب واتهم عبد الرحمن بن عوف بالمحاباة والجور على حقه، وكان خلال فترة خلافة عثمان نعم المشير والناصح الأمين، بل كان بمثابة القاضي والمفتي وذلك من أول يوم لخلافة عثمان، فهو الذي قضى على عبيد الله بن عمر بالقتل وقضى على الوليد بن عقبة بالجلد للسكر، وكان عثمان يستشيره فيما يستجد من القضايا والنوازل، وكان عليّ يدخل على عثمان فينصحه ويكلمه بشدة في شأن الولاة أيام بداية الفتنة، ولما حاول المتمردون اقتحام المدينة كان عليّ قائد الصحابة في ردهم، وقد أرسل ولديه الحسن والحسين يوم الدار للدفاع عن عثمان وقد أصيبا بإصابات كثيرة خاصة الحسن رضي الله عنهم أجمعين. ولم يكن له أدنى دور في فتنة مقتل عثمان كما يظن بعض من تأثر بالوشايات المضادة التي جاءت كرد فعل لأكاذيب الروافض وغلوهم في شخص عليّ رضي الله عنه، فكان علي رضي الله عنه بين اثنين قد هلكا فيه: محب مفرط إفراط النصارى في عيسى عليه السلام وهم الشيعة والروافض الذين أنزلوه منازل شتى منها الولاية والعصمة والنبوة والرسالة والألوهية والخلق، ومبغض مفتر يحمله شنآن عليّ على أن يبهته ويفتري عليه وهم الخوارج وبعض أهل السنة الذين تأثروا بالأكاذيب والأباطيل التي وضعها الخوارج بحق علي وعثمان وغيرهما من الصحابة رضوان الله عليهم.

بعد مقتل عثمان بايع معظم الناس علي بن أبي طالب، فقد كان أفضل الأحياء قاطبة، ولكن لم تصف له الخلافة ليوم واحد، واعترض عليه كبار الصحابة مثل طلحة والزبير، ورفض البيعة عدد مثلهم، واعتزل الفتنة التي وقعت معظم كبار الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص وابن عمر وزيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة، هذا غير معاوية بن أبي سفيان ومن معه من الصحابة وأهل الشام، وفي هذا الخلاف كله كان كل فريق مجتهد مأجور على اجتهاده وكان الصواب في جانب علي رضي الله عنه في خلافه مع معاوية رضي الله عنه.

كان من أسوأ تداعيات حرب صفين المشئومة سنة 37هـ ظهور فرقة الخوارج التي استباحت دماء المسلمين وكفروهم وكفروا عثمان وعليًا ومعاوية وسائر الصحابة والتابعين، وقطعوا السبيل وسفكوا دماء الأبرياء، فتصدى لهذه الفرقة الضالة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وشتت شملهم في معركة النهروان سنة 38هـ، مما زاد من نقمة الخوارج على المسلمين عمومًا وأمير المؤمنين علي خصوصًا، فاجتمع ثلاثة منهم وهم: عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر، واتفقوا على قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكان وقتها في الكوفة، وأمير الشام معاوية بن أبي سفيان، وأمير مصر عمرو بن العاص رضي الله عن الجميع.

دخل ابن ملجم الكوفة وأخذ يدبر قتل أمير المؤمنين، وهناك رأى امرأة بارعة الجمال سلبته لبه وخلبته عقله، حتى أنسته ما جاء إليه، وكانت مثله على رأي الخوارج الذميم اسمها (قطام بنت الشجنة) وقد قتل أبوها وأخوها يوم النهروان، فخطبها ابن ملجم لنفسه فاشترطت عليه مهرًا هو الأغلى والأبشع في نفس الوقت، حيث اشترطت عليه دم أمير المؤمنين وأمدته برجلين من قومها وعلى مذهبها لمساعدته في هذه المهمة القذرة.

في هذه الفترة كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في رمضان يفطر يومًا عند الحسن والثاني عند الحسين والثالث عند ابن أخيه عبد الله بن جعفر، وكان لا يزيد في إفطاره عن ثلاث لقم، وكان قد كره أهل العراق لخذلانهم له وعصيانهم لأوامره وظهور الخوارج بأرضهم، وقد تنغصت عليه أموره واضطرب عليه جيشه ونكلوا عن القيام معه، وفي المقابل كان أمر معاوية يستفحل في الشام، هذا على الرغم من أن عليًا خير أهل الأرض وقتها، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل، ومع ذلك خذله أهل العراق وتخلوا عنه، حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، حتى جاءت اللحظة التي سبق وأخبره بها الرسول e عندما قال له: ((أشقى الناس رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه ـ يعني لحيته)).

فكان ابن ملجم أشقى الناس ومعه الرجلان من قوم (قطام بن الشجنة) واسمهما وردان وشبيب، وفي فجر يوم الجمعة 17 رمضان سنة 40هـ شد شبيب وابن ملجم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أثناء خروجه لصلاة الفجر فطاش سيف شبيب، وأصاب سيف ابن ملجم رأس علي بن أبي طالب فسال دمه الطاهر الشريف من قرنه حتى ابتلت لحيته كما أخبر من قبل الصادق المصدوق e.

ظل علي بن أبي طالب مدة يومين بعد إصابته يوصي أبناءه والمسلمين بتقوى الله عز وجل ويعظهم بمواعظ بليغة وفائقة حتى مات رضي الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة، وقد دفن في صحن قصر الخلافة بالكوفة حتى لا ينبشه الخوارج المجرمون، وأما ما يعتقده الروافض الأغبياء من أن قبره بالمشهد الضخم بالنجف والذي يطلقون عليه اسم الروضة الحيدرية ويقع عنده من شعائر الشرك والكفر والضلالات، ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فلا يصح مطلقًا، بل إن الخطيب البغدادي أورد حديثًا صحيحًا أن هذا القبر الموجود بالنجف هو قبر المغيرة بن شعبة، واحد من أعداء الروافض الألداء، وقد اختلف في سن علي بن أبي طالب يوم أن قتل والراجح أنه كان في الثالثة والستين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
king
المدير العام
المدير العام
king


ذكر عدد المساهمات : 2604
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
العمر : 35
الـبلد : الوطن العربي

الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1)   الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1) Icon_minitime126/11/2012, 20:24

الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1) 640515
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com/#hl=fr&source=hp&q=%D9%85%D9%86%D8
 
الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام
» قصة سيدنا نوح عليه السلام
» قصة عيسى عليه السلام
» قصة سيدنا سليمان عليه السلام
» قصة سيدنا يوسف عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الغمري :: الإسلامية :: شخصيات إسلامية-
انتقل الى: