ملكة الإحساس مشرف
عدد المساهمات : 543 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 37 الـبلد : الجزائر
| موضوع: أنواع القلوب 24/2/2011, 08:52 | |
| سلسة انواع القلوب
قلبٌ موصولٌ بالله ...
قلبٌ موصولٌ بالله
القلب هو مجمع المشاعر داخل الإنسان من فرح وحزن، وحب وكره، وخوف ورجاء، وسكينة وطمأنينة.
وهذه المشاعر يتقاسمها طرفان: الإيمان والهوى، وأيّهما يسيْطِر على القلب فإنَّه يسعى لإخْضاع الجوارح لسيطرته، فالقلب هو مخزن الدوافع ومحل اتخاذ القرار، بصلاحه يفوز الإنسان وبفساده يهلك؛ لقول النَّبيِّ - عليْه الصَّلاة والسَّلام -: ((ألا إنَّ في الجسد مضغةً، إذا صلحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب)).
وبعد: فما أحوجنا في هذه الأيام التى انتشرت فيها الفِتن والمغريات، وجرفتْنا تيَّارات الهوى والشهوات، وطغت الماديَّة على الروحانية، وأغرقَتنا جواذب الأرض وشواغِلها: المال، الأولاد، النساء، العمارات، السيارات، ما أحوجَنا إلى القلب الموصول بالله! القلب الذي تجرَّد من جميع جواذب الأرْض وشواغلها ليتَّجه إلى الله وحْده، يأنس به ويعيش فى كنفه ورعايته.
قلب لا تزعْزِعه الفتن ولا تؤثِّر فيه الشهوات والمغريات، قلب يواجِه الطغيان بالإيمان والأذى بالثَّبات، قلب مطمئنٌّ ساكن إلى ربِّه، راضٍ بقضائه وقدَره، واثق في نصْرِه ومعونته، فلا يتسلَّل إليه اليَأس والإحباط مهما زاد الكرب واستبدَّ به الضيق.
قلب يستمدُّ تصوُّراته وأفكاره ومشاعره وسلوكيَّاته من ميزان السَّماء لا من ميزان الأرض، قلب يشعر ويحسُّ بيد الله وهي تقود خطاه وتَهديه السبيل.
قلب رفع شعار: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].
حول صفات هذا القلب وكيفية الوصول إليها :
: صفات القلب الموصول بالله:
قلب دائم الخوف من الله:
الخوْف من الله هو الحاجز الذى يمنع القلب من الاستغراق فى الشَّهوات والملهيات، هو اللجام الذي يَمنع النفس من اتِّباع الهوى والوقوع فى سكرات الغفلة والمعصية، وحتى إذا ما أقدم عليْها بحكم ضعْفِه البشرى، فإنَّ سياط الخوف من الله كافية للتَّوبة والإنابة والاستغفار.
وهذا الخوف يدْفع إلى اليقظة الدَّائمة والانتِباه المستمرّ، فيُلزم نفسه أداء الطَّاعات، واجتِناب المحرَّمات، لا خوْف يهزّ المشاعِر ويرسل الدموع، ثم يمضي إلى حال سبيله.
فالقلب الموْصول بالله دائمُ التَّفكير في الخوف تعظيمًا لمقام الله، والخوف من التَّقصير في حق العبوديَّة، والخوْف من عاقبة الذُّنوب، والخوف من الموت وسكراته، من القبر ووحشته، من القيامة وأهوالها؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12].
ــــ يتبع سلسلة انواع القلوب
| |
|