خير الخيرة

السلام عليكم ورحة الله وبركاته



خير الخيرة


لا يبقى المطر في السماء، المطر خير والسماء تحتضنه الا انها تلقيه ارضا.. لعلها فلسفة الحياة فالخير لا يجب ان يبقى مكانه عليه ان يتحرك صعودا ونزولا وفي كل الاتجاهات والاماكن.

خيرة الناس لا بد ان يتنقلوا في كل الاماكن، فإذا ثبتوا في مكان حرم آخرون من خيرهم، فالجميع يريدهم وعلى من يحتضنهم ان يلقيهم الى حضن آخر حتى وان كان ارضا، فاصحاب الخير يسيرون احيانا نحو الامام واحيانا اخرى نحو الخلف، ولربما الشيء الوحيد الذي لا يتأثر سلبا حتى ولو سار للوراء.

الخير كالمطر والخيرة كالسماء، فاذا لفظ الخيرة الخير لا يعني ابدا انهاءه بل العكس تماما فالام تحتضن جنينها في بطنها منتظره لحظة الولادة، ثم تربيته حضنا منتظرة مشيه مبتعدا عنها ، فمن يحتضن الخير عليه ان يطرحه في ناحية اخرى مهما طالت مدة الاحتضان، ومن يلبد في قلب اي حضن اذا لم يغادره يوما هناك ثمة مشكلة، فالطفل الذي لا يقدر على المشي عاش الحضن مدى الحياة، الخير يمشي ويتحرك وينمو ويخرج من حضن ليلقى احضان.

لتبني عاليا لا بد ان تحفر عميقا ولتكن من الخيرة عليك تقبل الحياة بعمق وعيشها كما لو كنت تحفر في الصخر.

من يدرك الخدمة التي يقدمها الحضن الذي احتضن عند لفظ المحضون، عرف قيمة السماء التي دونها تنتفي البشرية... وكيف نكره او نشتم من احتضننا ليتركنا ننتشر هنا وهناك ونبث ما خبأ ذاك الحضن فينا.. حضنك امي كان قصيرا لكنه عاش مدى الحياة فينا..

خيرة الناس يفهمون معنى الخير ويعيشون حالة ممتعة فهم لا يقدرون الا ان يعيشوه ليمتعهم، فالمجد لخيرة الناس كيف لا يكون والخير منهم ولكل الناس، ولذلك ارى ان الخير شيء شخصي يتعلق بما يحيط به الزمان والمكان.

الخير سعادة، معرفة، أخلاق... الخير مطلق في حين ان كل شيء في هذه الحياة نسبية.

وأجمل ما قرأت عن الخير « الممتع هو الخير لان ما هو خير يكون ممتعا كلنا في حضن الوطن اينما ذهبنا الا يكون خيرنا كله للوطن وحضنه مدى العمر حاضن ولا بديل لحضنه، خيرة الخيرة يَبث الخير فيهم خير لا الوقت يمنعه ولا حتى المكان.

الخير فكر فتقديمه دائما دليل على المستوى الحضاري الذي تحيا، فزرعه يؤهلك لعيش الحياة بارتقاء.

اذا لم تعرف معنى الخير بعد..! أدرسه وارسمه خطه تضمن انتقالك من حياة تعيش الى عيش الحياة.